في مصفاة الدقم ندرك الحاجة الملحة لاعتماد ممارسات مستدامة وإدارة الموارد بشكل مسؤول، خصوصًا في ظلّ التحدّيات البيئيّة الّتي نواجهها في عالمنا اليوم. وانطلاقًا من ايماننا الراسخ بأن الإدارة البيئية تسير جنبًا إلى جنب مع التقدّم الاجتماعي والاقتصادي، فإننا ملتزمون بدمج الاستدامة في جميع جوانب عملياتنا. وإذ نقدّر أهمّية دورنا في إطار تحقيق الاستدامة، نتعاون بلا توانٍ مع أصحاب المصلحة المعنيّين بما فيهم المجتمع والموظّفين والمورّدين والعملاء والمساهمين والحكومة والجهات التنظيميّة على وضع استراتيجيّة استدامة مكتملة الأركان.
ومن شأن استراتيجيّة الاستدامة هذه أن تقدّم خارطة طريق توجّه الجهود الّتي تبذلها شركتنا حيث إنها ستحدّد المبادئ والأهداف وخطط العمل الّتي ننوي اعتمادها لتقليص بصمتنا الكربونيّة وتحقيق أثر أكبر على المستوى الاجتماعي من خلال تطبيق أحدث الممارسات العالميّة في هذا الإطار.
يتمثل هدفنا في تحقيق التوازن بين تلبية الاحتياجات اليومية من المنتجات النفطية عالية الجودة والانتقال الحتمي نحو مستقبل منخفض الانبعاثات الكربونية بما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس وخطة السلطنة لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050.
بالنسبة إلينا، ينطوي مفهوم الاستدامة على بناء مستقبلٍ أفضل وتقديم قيمة طويلة الأجل إلى كافّة شركائنا لذلك من خلال وضع إرشادات توجيهية وتحديد الأهداف ضمن استراتيجية الاستدامة التي نعمل عليها سنتكمن من مراقبة أداء الاستدامة ومعالجة المسائل المهمة ذات الصلة بفعاليّة.
وفي حين أنّنا ما زلنا في طور إعداد استراتيجيّة الاستدامة الخاصة بنا، فلقد بدأنا بالفعل باتّخاذ خطوات ملموسة تهدف إلى دمج مبادرات الاستدامة في كافة جوانب أعمالنا، حيث باشرنا بتشكيل فرق عمل من إدارات مختلفة متفرغة لتنفيذ المبادرات ذات الصلة بالاستدامة، كما أشركنا خبراء خارجيّين في عملنا هذا من أجل وضع استراتيجيّة مكتملة الأركان ومتماسكة. ولهذه الغاية، سيتمّ تحديد أهدافٍ طموحة ورصد جميع التدابير المتخذة في سبيل تحقيقها على ألا تتجاوز جهودنا الرامية إلى تحقيق تلك الأهداف نطاق رؤيتنا.
وفي حين نخطو خطواتنا الأولى في هذه الرحلة، نترقب بكل حماس إصدار استراتيجيّة الاستدامة الخاصة بنا بنسختها النهائيّة وسيصحبها تقرير يتضمن لمحة عن الإنجازات الّتي حقّقناها والتحدّيات الّتي واجهناها والدروس المستفادة في هذا الإطار بكلّ شفافيّة. فمعًا، يمكننا بناء مستقبلٍ يتحقّق فيه التقدّم الاقتصادي والاجتماعي والرفاه البيئي على حدٍّ سواء.